« الفلسفة » تحرم توأماً نجيبأ من النجاح بمبرّر « تشابه » الإجابة

 إسماعيل عزام

شكّل الخبر صدمة لأسرتهما وأصدقائهما، فلم يتوقع أحد من المقربين لهما أن ترسب كل من سلمى وسمية الأحمدي في امتحان البكالوريا الوطني لهذا الموسم الدراسي، فمستواهما واجتهادهما والنقط العالية التي حصلتا عليها على الدوام، جعلتهما مرشحتين فوق العادة للظفر بنقطة مميزة في آخر امتحانات المرحلة الثانوية.

يدرس التوأم سلمى وسمية بثانوية خاصة بمدينة بركان، وُلدتا يوم 27 يناير 1997، وتقاسمتا الفصل الدراسي ذاته منذ سنوات الابتدائي، بل واختارتا الشعبة ذاتها في الثانوية وهي العلوم الفيزيائية، إلا أن آخر نتيجة ستنهي مقامهما في المغرب، حسب طموحمها، بعدما اختارتا استكمال الدراسة في ألمانيا، كانت مؤلمة: الحكم عليهما بالغش في مادة الفلسفة بالامتحان الوطني للبكالوريا، ومن تمّ قرار الرسوب دون أية فرصة للاستدراك.

حسب نتيجتي التوأم، فقد حصلتا على نقط مرتفعة في باقي مواد امتحان البكالوريا، منها: 18,5 و 19,25 في الرياضيات، 17,5 و19,75 في الفيزياء، و19 لكل منهما في الإنجليزية. إلا أن نقطة الفلسفة خرجت بشكل كبير عن مضمار التميز، وكانت على شكل "66,66"، أي أنها غير محسوبة، والتعليل هو الغش.

وفي اتصال لهسبريس مع سمية الأحمدي، قالت إنهما كانتا تدرسان معاً على الدوام، وهو ما تكرّر في استعداداتهما لامتحانات الفلسفة، وأن الأستاذ الذي درّسهما هذه المادة أخبرهما أنه لا مشكل في الاستنجاد بموقف الفيلسوف نفسه في الموضوع الخاص بالامتحان، وهو ما قامتا به، دون أن تتطابق طريقة التحرير أو الأسلوب أو المقدمة أو الخاتمة.

" طبيعي جداً أن نستنجد بأقوال الفلاسفة ذاتهم في بعض الفقرات حسب توجيهات الأستاذ، إلا أن إجابتيْنا لم تكونا أبداً متطابقتين، فمن يقرأهما بتأنٍ سيتأكد أن لا واحدة منا اطلعت على إجابة الأخرى، لا سيما وأننا كنا متباعدتيْن يوم الامتحان، وكان يفصلنا أحد المرشحين" تقول سمية.

وقال والد التوأم، أحمد الأحمدي، إنه توجه إلى الأكاديمية من أجل الاستفسار عمّا وقع، فأجابته الإدارة أنها ستعمل على إيجاد حل للمشكل عبر اجتماع لجنة خاصة، إلا أن هذه اللجنة أنهت اجتماعها بقبول قرار المصحح الذي استنتج وجود عملية الغش.

وأضاف الوالد الذي يعمل كمحرر قضائي: "أعرف جيداً قدرات سمية وسلمى، وأنا متأكد من أنهما لم يتبادلتا الأجوبة خلال يوم الامتحان".

وأشارت سلمى أنهما ستقبلان باجتياز الدورة الاستدراكية إن كانت هي آخر حل يمكّنهما من إثبات براءتهما، متسائلة: "حتى ولو وضعونا في أقسام متباعدة للغاية، فسوف نستند إلى مواقف وأقوال الفلاسفة نفسها، فهكذا درسنا وبهذه المنهجية أعددنا للامتحان، فهل سيخرجوا من جديد بقرار الغش وسيخلصوا أن واحدة منا نقلت الأجوبة عن الأخرى؟"

مصدر الخبر جريدة هسبريس

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.