رشيد كشار : هبة بريس
ضمن أشغال المجلس الاداري للأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بسوس ماسة درعة، المنعقد بمدينة أكادير مساء يوم الجمعة الماضي؛ شدد وزير التربية الوطنية بلمختار على ضرورة وضع الحلول الصحيحة و القابلة للتطبيق للخروج بالتعليم في المغرب من وضعه الحالي الذي وصفه بـ"الكارثي"، محملا الجميع مسؤولية ما وصلنا إليه بدءا بالوزير و انتهاء بآباء التلاميذ.
إذا كانت لغة الوزير السابق محمد الوفا جريئة في قالب شعبي مُثير، فإن بلمختار كان أجرأ في وضع اليد على المكامن الحقيقية لأعطاب التعليم، ضاربا المثل بضرورة مراعاة الفوارق بين تلاميذ المجال الحضري و المجال القروي، حيث اعتبر من الظلم الزام كلا الصنفين على تفاوت درجات إدراك كل منهم، بذات البرنامج و ذات المدرس.
ضمن هذا الصدد ارتأى بلمختار " تأسيس مدارس بنماذج مختلفة تستحضر التفاوتات بين الحضري والقروي وبسنوات تمدرس تراعي الامكانيات الذهنية للأطفال الممدرسين"، نافيا أن يكون الهدر المدرسي أو الاكتظاظ هو المشكل الذي تعاني منه المدرسة المغربية، بقدر ما تعاني من مستوى التلاميذ المتدني حتى في الظروف المثالية للتدريس.
الاهتمام بالأستاذ على اعتباره الشخص الذي يُباشر العملية التعليمية كان له حظ من مداخلة السيد الوزير، الذي أكد على ضرورة توفير الظروف الجيدة له من أجل عطاء أفضل، من مساكن لائقة و تيسير سبل التنقل بين المدرسة و السكن الشخصي للأستاذ، في ظل المئات من الصور و التسجيلات المرئية لأوضاع مزرية يعيشها أساتذة العالم القروي، سواء بسبب السكن الوظيفي غير الملائم لطبيعة البشر أو غيابه من الأصل، إضافة إلى طول ووعورة المسالك، و التنامي المخيف للاعتداءات التي تطاله. كما اعتبر مدة تكوين الأساتذة الحالية بالمراكز الجهوية للتربية و التكوين غير كافية لولوج عالم التدريس الذي تختلف طبيعته و متطلباته من إقليم لآخر.
ضرب بلمختار أمثلة على حقيقة الوضع المتدني للمتعلم المغربي، حيث وقف على تلاميذ لا يعرفون تواريخ ازديادهم و لا كتابة أسمائهم، الوضع الذي حرم الوزير حسب مداخلة من النوم لمدة أربعة أيام تحسرا و أساً على هذا الحال المزري.
توجه بلمختار إلى النقابات بدورها لتوحيد الجهود لوضع التلميذ المغربي في عين الأهداف المأمول تحقيقها، من خلال البرامج الحكومية التعليمية، داعيا للكف عن "السمسرة" بحقوق الطفل الذي وصفه الوزير بـ"الواعي جدا".